تشكل عملية تلخيص رسالة الماجستير ركناً أساسياً من أركان رسائل الماجستير، حيث يعد أحد أهم مكونات الرسالة الذي بدوره يظهر في النشرات المفهرسة لرسائل الماجستير، وفي شبكات الإنترنت وقواعد البيانات الخاصة بالرسائل الجامعية، كما أنه يعد مرآةً لمحتوى ومضمون الرسالة، حيث تكمن أهميته في اعتماد الباحثون اللاحقون عليه في تقييم الرسالة ومعرفة إنجازاتها ونتائجها.
ويمكن تعريف ملخص رسالة الماجستير على أنه موجز يلخص الرسالة بصورة مختصرة ودقيقة، يُمَكِّن القراء من خلاله من تكوين فكرة جيدة وسريعة حول محتوى الرسالة، ومن ثم يقررون فيما إذا كانت لهم علاقة بالأبحاث التي يعدونها أو لديهم اهتمام بها، ممّا يوفر الكثير من الوقت والجهد على القارئين.
وتستخدم رسائل الماجستير كشكل من أشكال المعرفة العلمية، والتي توضح المعلومات حول التجربة التي تم اجراؤها و كذلك نتائجها، وغالبا ما تتضمن رسائل الماجستير على سبعة أقسام رئيسة وهي، العنوان، التلخيص، المقدمة، الطريقة، النتائج، المناقشة) المراجع. وتلخيص رسالة الماجستير أو ملخصه هو مجموعة من الفقرات الملخصة التي تتضمن على أهم معلومات رسائل الماجستير، والهدف الرئيس منه واستنتاجاته بأسلوب سلس وواضح للقارئ.
- في بداية الملخص قم بكتابة سؤال البحث وعنوانه ووضح سبب كونه مثيراً للفحص والاهتمام، فهذا يشجع القارئ على مطالعة رسائل الماجستير، كما يساعدك في استرجاع هدفك منه، وتأكيدك على فكرته.
- أيضا قم بكتابة الفرضيات التي تم اختبار صحتها في تعداد نقطي في رسائل الماجستير دون تقديم شرح عنها.
- ستقوم بوصف بإيجاز الأساليب التي تم استخدامها في رسائل الماجستير، و كذلك كيفية تحليل البيانات.
- قم بتدوين النتائج واشرح الآثار المترتبة عليها أيضا ، و كذلك مع الابتعاد في التحدث عن الأهمية.
- اترك أيضا مجالا للتعديل؛ فقد تقوم بشرح مختصر عن الفرضيات التي طبقتها و كذلك نتائجها في رسائل الماجستير.
- من الأساسيات المهمة في كتابة ملخص رسائل الماجستير أن يكون مقدما للدراسة بشكل سلس، كذلك يجب عليك التأكد من اكتمالها ودقتها.
- استخدم اللغة الملموسة الدقيقة علمياً في ملخص رسائل الماجستير، و كذلك ابتعد عن استخدام الإشارات الغير واضحة.
- كذلك أعد مطالعة وقراءة ما كتبته، واجعل غيرك يطالعه، لمعرفة ما ينقصه أو مدى اتضاحه.
- تحديد التركيز الخاص بك؛ ويتمثل بتحليل رسائل الماجستير كبداية، أي مطالعته كله من بدايته إلى نهايته، ومن ثم تقسيمه إلى عناوين وفقرات منفصلة.
- ومن ثم تقوم بتحديد أفكارك وتحديد الهدف الأسمى من تلخيص رسائل الماجستير، فيما إذا كان الهدف من هذا الملخص كتابة الملاحظات لوضع تذكير لنفسك في وقت لاحق عن رسائل الماجستير، أو إذا كان الهدف من تلخيصه لوضعه كجزء من رسائل الماجستير.
- في كل فقرة تطالعها في رسائل الماجستير حدد الجمل الجوهرية فيها، أو قم بتدوين النقطة الجوهرية من كل فقرة، بالإضافة إلى ذلك ركز على الأجزاء الأهم فالأهم.
- بعد مطالعتك للبحث وتسليط الضوء على أهم النقاط في رسائل الماجستير، أكتب الملاحظات في مفردات خاصة بك، وأعد ترتيب وتدوين أفكارك مع تغييرات بسيطة في الكتابة؛ لأن الهدف من الملخص هو شرح الدراسة بوضوح في كلمات مختصرة وبطريقة خاصة بك، بشرط أن تكون بسيطة وواضحة لمن يريد مطالعة البحث.
- البدء بكتابة ملخص البحث، إن الهدف من ملخص رسائل الماجستير، هو تقديم لمحة مختصرة عن الدراسة للقارئ، وتكثيف هذه البيانات لمساعدته على فهم موضوع رسائل الماجستير، أو توضيح معلومات كانت غير واضحة بالنسبة للقارئ.
تعد رسائل الماجستير إحدى المراحل الدراسية التي يخوضها الطالب بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية وهناك العديد من الخطوات لاجتيازها وإنجازها بالشكل الصحيح كالانتظام في الدراسة وتقديم الرسالة العلمية لمرحلة الماجستير والتي تحتوي في خطواتها الدراسات السابقة، وهي تلك الدراسات والمصادر التي يستند إليها الباحث من أجل الوصول لمعلومات كاملة حول موضوع الدراسة أو الرسالة العلمية، ويقوم الباحث بتلخيصها وتنقيحها وصولاً لعرضها في رسالة الماجستير.
تعد الدراسات السابقة ذات أهمية في رسالة الماجستير حيث أن رسائل الماجستير هي رسائل تأهيلية. ويتعلم الباحث خلال كتابتها قواعد وأصول البحث العلمي. وذلك لعدم وجود المقدرة السابقة لديه بكتابة البحث بمفرده دون الرجوع للمراجع والخبراء والمشرفين. حيث تتيح الجامعات للطلبة الاقتباس من الدراسات والأبحاث العلمية السابقة بنسب مرتفعة مقارنة بنسبة الاقتباس في مرحلة الدكتوراه. وذلك يدل على أهمية الاقتباس والرجوع للدراسات السابقة في رسائل الماجستير. وما أهم أهداف تلخيص الدراسات السابقة في رسائل الماجستير ما يلي:
- الهدف المعلوماتي: يساعد تلخيص الدراسات السابقة على إثراء الجانب المعلومات في رسالة الماجستير. من حيث جمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بموضوع البحث في الرسالة وذلك لتحقيق الشمولية في رسالة الماجستير. وتوسيع مجال البحث والدراسة دون إغفال أحد الجوانب دون ذكر في رسالة الماجستير.
- الهدف البنائي: تعمل الدراسات السابقة في رسالة الماجستير على تقوية القاعدة المعلوماتية البنائية في البحث. كذلك تمكن الباحث من اقتراح الفرضيات والوصول لنتائج جديدة متعلقة بموضوع البحث.
- استخلاص النتائج: يعد تلخيص الدراسات السابقة أحد الأدوات التي تساعد الباحث على استخلاص النتائج والدلائل العلمية.
- تقييم الرسالة: يرى الباحثون أن تلخيص الدراسات السابقة في رسائل الماجستير يساعد المشرفين والقارئين على تقييم الرسالة أو الدراسة من حيث المعلومات المذكورة فيها ومدى صحتها وقوتها.
من أهم العنصر التي يتم تندرج في تلخيص رسائل الماجستير هي الدراسات السابقة. حيث لا مجال أن يتم طرح كامل مضمون الدراسات السابقة داخل رسالة الماستر. وماهية تلخيص الدراسات السابقة في رسائل الماجستير تأتي بالإشارة إلى قصد العملية. وهو اختصار وإيجاز ما تم ذكره في المصادر والمراجع والدراسات السابقة وكتابته في فقرة الدراسات السابقة. وذلك لتقوية البحث وإضفاء الطابع العلمي عليه. وتدعيمه بالدلائل والبراهين والمعلومات العلمية الصحيحة وصولا لنشر البحث في مجلة علمية محكمة.
و لهذا السبب فإن عملية تلخيص رسائل الماجستير تهتم بوضع خطوات تنفيذية لتلخيص الدراسات السابقة. وتضع أيضا قواعد لتنفيذ هذه العملية، حيث أنه لتلخيص الدراسات السابقة في رسائل الماستر لا بد من القيام
بشرح الأدوات المستخدمة في جمع البيانات في الدراسة، ومدى الجدوى من استخدامها. وعرض الفرضيات البحثية والمناهج المتبعة ونوعية البحث. كما يجب شرح نتائج الدراسة السابقة وخلاصة ما تم عرضه فيها. وبعدها كتابة عنوان رسالة الماجستير واسم المؤلف. و كذلك شرح مختصر عن موضوع الدراسة السابقة.
أما فيما يخص قواعد تلخيص هذه الدراسات السابقة فإن صياغة العبارات بشكل واضح ومعبر ومرتب تعتبر من أهم القواعد. ثم الإيجاز لوجود العديد من الدراسات السابقة. وبعدها استبعاد الأجزاء غير المرتبطة بموضوع البحث والدراسة. و كذلك ذكر الأجزاء المتعلقة بالدراسة بشكل واضح.
قد يتبادر سؤال لدى البعض عن سبب القيام بهذه العملية. ولعل هذا ينقلنا بشكل مباشر للحديث عن أهمية تلخيص رسائل الماجستير. وهنا سنتحدث عن هذه الأهمية من زاويتين حيث تكون الزاوية الأولى بالحديث عن أهمية وجود ملخص داخل رسالة الماستر. والزاوية الثانية نتحدث فيها عن أهمية القيام بتلخيص رسائل الماجستير بالعموم، وكلا الزاويتين نجملهما في سياق الطرح التالي:
- الملخص يكون عبارة عن لمحة شاملة لكل محتويات البحث. إذا يمكن أن يجذب القارئ للاستزادة من المعلومات بمجرد قراءته للملخص.
- يعتبر الملخص من القفلات الجمالية للبحث، عندما يكون البحث بما يحتويه من عمليات نقاش وتحليل وخوض ضخم في الطرح ومن ثم يصلّ في النهاية إلى اجمال كل هذه العمليات ضمن قالب بسيط، بهذا يعكس صورة تنسيقية وجمالية للبحث.
- عندما يقوم الشخص بتلخيص رسائل الماجستير، فإنه بذلك يكتسب مهارة فريدة في التعرف أكثر على عناصر هذه الرسائل وكيف يتم كتابتها، و كذلك يصبح لديه القدرة على التحكم والتعامل مع الكمّ الكبير من المعلومات المطروحة.
- الملخص يقدم المعلومات الأهم والأبرز، و بالتالي يعتبر هذا الملخص من أساسيات لفت الانتباه إلى جوانب القوة في البحث.
- عملية التحكيم تنظر في الملخص لمعرفة العديد من الأمور من أهمها، تمكن الباحث من الباحث التي قام بوضعها في الدراسة، و كذلك قدرة الباحث على ايصال المعلومات بشكل سريع ومبسط للقارئ.
- ويفيد الملخص في التعريف بمحتوى البحث، و بالتالي وضعه ضمن فهارس الملخصات في المكتبة. بمعنى أن هناك طريقة تصنيف في المكتبة تقوم بعرض عنوان الدراسة مع ملخصها.
دقة عملية تلخيص رسائل الماجستير تجعلها عرضة للوقوع في الأخطاء التي تقلل من الجودة المعرفية للتلخيص، و بالتالي لا بد من معرفة أهم هذه الأخطاء لتفادي الوقوع بها، و كذلك لا بد من معرفة أسباب الوقوع في هذه الأخطاء، وفيما يلي من نقاط نضع العديد من هذه الأخطاء مع تفصيلها:
أولاً: عدم مطابقة المعلومات المكتوبة في الملخص مع المعلومات الموجودة داخل البحث، وهذا الخطأ يأتي نتيجة عدم إلمام الباحث بما وضعه من معلومات في بحثه، أو نتيجة لعدم دقة المعلومات التي وضعها، و بالتالي سيفقد المصداقية.
ثانياً: الكثير من الباحثين يقومون بعملية التخليص باستخدام الأسلوب الخطابي بشكل غالب على الأسلوب السردي. وهذا من الأخطاء الشائعة المبنية على ظن أن الملخص هو بمثابة التوصيات. والواجب تنفيذه هو استخدام الأسلوب السردي أكثر من الأسلوب الخطابي.
ثالثاً: استخدام الكلمات الغير مباشرة أو الإكثار من التشبيهات والاستعارات والصور الجمالية للكتابة، كل هذا يتنافى مع ما هو صحيح في كتابة الملخص، إذ أن اللغة التي لا بد أن يُكتب بها الملخص هي اللغة المباشرة السهلة والبسيطة.
رابعاً: إغفال كتابة بعض العناصر في الملخص، إذ لا بد من التطرق لتلخيص كامل العناصر الواردة في البحث. وهنا أيضا نجد أن أكثر العناصر التي يتم تجاهلها في الملخص هي النتائج. والصحيح أن تلخيص النتائج تعتبر جزء رئيسي من الملخص.
خاتمة المقال:
عرضنا في هذا المقال مجموعة من المعلومات حول تلخيص رسائل الماجستير، ورأينا أن المفهوم الذي يدور حول هذه العملية هو اختصار مجمل مضمون البحث في قالب محدد، وتكون المعلومات الموضوعة في الملخص هي أهم معلومات وردت في الدراسة، و كذلك رأينا أن مكان الملخص يأتي بعد في نهاية المقال قبل كتابة الخاتمة مباشرة، ووضعنا مجموعة من شروط كتابة الملخص وتعرفنا على الوجوه الأهمية، سواء الأهمية لكتابة ملخص للدراسة نفسها أو القيام بتلخيص دراسات أخرى، و كذلك نظرنا في عنصر أساسي من عناصر الملخص وهو تلخيص الدراسات السابقة باعتبارها مضمون ذو معلومات كثيرة، وكما عرضنا مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يكثر الوقوع فيها في ملخص رسائل الماجستير.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.